lunes, 4 de septiembre de 2017

أيــــها الربيــــع: كأننا نـــموت أكـــثر



الكاتبه و الشاعره الأردنيه أروى أبو طير



بنفسي استأنس ولا أخشاها إذ اتكل على ارتجاله بمحاكاة الواقع، فاقرأني إذ أجدني مكتظة بالشخوص والكائنات الخيالية والحكاية واحدة تلفظ الربيع العربي وتعريه ، هناك اعثر على ضياعي ولا فراغ واحد بنسيج الحكاية، وأتابع باهتمام عندما أتأمل لوحات هذا الفنان الليبي المبدع معتوق أبوراري الذي يأخذني دوما الى مقام السؤال والدهشة ، فيتفرد بنقل إيقاع مفاده واقع اليم إذ يوثقه بنص بصري غاية في الجمال والمتانة ، فأقرأ إبداعا لا ريب فيه..



معتوق يعتمد على مهارة مميزة باظهار فكرته مستخدما مخزون وفير من الصور ، يظهر الإشكال المركبة ليأتيك بترجمات ترتقي بمعاناة الإنسان العربي مع ربيع يتدحرج حتى اللاجدوى، يستلبك بطقوس فنتازية ليضع توقيعه بالقرب من نهاية طرحه، فيجعلك متعلقا بذاك السرد البصري والفتنة صمت اللغة بلوحات لا شطآن لها ، نبحر فيها فأراه ولا أراه ، رسالته الوحيدة حيرة أسئلتنا ، ما هو معنى الوطن ؟ ما هي رسالة الإنسان ؟ وهل الأرض مازالت على قيد الحياة ؟
انه معتوق الفنان الطموح دائم التفكير بالتجديد والحداثة ، معتوق .. الذي سألته ذات حوار ماذا يعني اسمك؟ فكان الجواب : "سميت بهذا الاسم كوني خلقت ميتا !! تذوقت الحياة كأي طفل لكنني ولدت ميتا !! وبعد صراع طويل مع لهاث الحياة تكفلت امرأة عجوز بمعالجتي بالطب العربي .. بالأعشاب والكي فبعثت مرة أخرى ! لذا منحت هذا الاسم وهذا الاسم مأخوذ من الانعتاق"




وما زال الاتصال دائم بيننا .. وما من مسافة تفصل بيني وبينه غير الحدود الجغرافية، والصدق أقول لا مساحة تفصل بين الرؤية والغياب فهو دائم الحضور وها استقبل العام الخامس من عمر معرفتي به والتي كانت وما زالت عبر فضاءات موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ، وها تتكلل معرفتي به اذ سأرتحل معه من خلال قصيدتي " كأننا نموت أكثر" لتكون ضمن النصوص الخاصة بمعرضه القادم، وبقصيدتي سوف أحتفل بانجازه العظيم وبذلك يكون معنا هنا بالأردن.




كأننا نموت اكـــثر
................................

ولأنني
:أعلم بأنه يعلم بما لا أعلم .. أقول
سيدي
لا تتردد باخبارهم
باني
ما حييت .. ما عدت .. وما مت
او ربما مت
بموت توافق مع قوافي جثامينهم
فاستنسخوني لأقتل اخي
ثم تقاسموني حتى تلاشيت كصرخة السماء
والان.... لا ارض لبيتي
اخبرهم سيدي بذلك ثم تأمل
كأننا نموت أكثر!
هل لك سيدي ان تقرضني كسرة من الوعي؟؟
لادرك اجابتك على سؤال طاف مليا
حول كعبة لهاثهم
وما من اجابة تشفي الغليل
قولي ..
بعد الذي كان .. على ماذا ستنبح كلاب البنادق؟
بعد كل هذا العدم .. ممّ سيغضبن مريمات السماء؟
انظر .. ثمة نافذة يتسللها جمر الذهول
تنزف جراحا وما من مغيث
انظر .. انها اكف غارقة بدماء الرجوع للجاهلية
يبكيها حال قول: اقتلتموني وانا التي بظلالكم عابرة
تأمل سيدي.. كأننا نصغي لرصاص نحن سراديب ثروته؟
ها انا اطرق بابك .. ربي
وانا السائلة .. لمن كنت تشرع ابواب المدى؟
ربي انهم قطعوا اطراف الجسد
ولم يحظوا ببياض قميصك
اناظر حيرتك .. صمتك.. فأقرأ
كأن على الحجارة ان تتدثر بحطب الثلج كي تنجو
بدمى البراعم؟
كأن على الغابة ان تهاجر بعد ان جالست
القمح ونبيذ الاساطير؟
انهم اضاعوا ابجدية الانسان
اضاعوها كمضغة بين فكي السلاح
اينهم ربي ؟
اني هنا .. انا التي ما حييت .. ما عدت .. وما مت
تأمل سيدي
انه موكب اخر
وكأن ذاك التراب امسى قبرا وحيدا
يناجيه ليل عقيم
تعال
لك ان تقترب.. ان تلمني كخرزات مسبحة
تناثرت كي تجمع اشلاء خطاياهم
لك ان تلمني لكن حاذر
فالضلوع صارت مرفأ لالاف الطعنات
لمني وتأمل سيدي .. كأننا نموت أكثر

......................................................................................
 بقلم الكاتبه و الشاعره الأردنيه ....أروى أبو طير.27/12/2013