martes, 12 de septiembre de 2017

صوفي عاشق... بقلم اسامه النعاس

 2000معتوق أبوراوي .جنزوز طرابلس 


عرفت الفنان معتوق صوفي عاشق لا يبرح محراب الفن ، مجدا صبورا دؤوبا على العمل كراهب في دير الإبداع لا يغادره، فنان يحمل صليبه على كتفه و قرأنه تحت ابطه، لا يثنيه شيء عن مواصلة السير في طريق المجهول مغامرا لوحده يسبر أغوار نفسه..
في إعماله نقرأ قصة رحالة يغامر لوحده في بحر الفن قاربه اللوحة و زاده الصدق و مجاديفه فراشي الألوان. فنان لا استطيع ان أصفه إلا بأنه فريد من نوعه، يقف بحذر محافظا على مسافة بعيدة بينه و بين تاريخ الفن و يشعر بالبرد في ردهات المتاحف . خامة و موهبة فطرية عنيدة منطلقة من القيود و مصرة على النمو وحدها. لا تتكئ على احد و لا تستند على مثال.

ابن المتوسط، يرسم في ضوء الشمس الباهر، يريك كل شيء بوضوح، فيفصل بحدة بين أشكاله و ألوانه و يرسم بفجاجة صارخة، لا يتملق و لا يتحذلق و لا يتصنع، يقتنص كل لحظة و كأنه يسابق الزمن ليسجل خلاصة تجربته مع البشر و الماء و السماء، و يعبر عن رؤاه في الأحمر و الأسود و الازرق.
 فنه متوسطي جنوبي بامتياز، موازي لخطى الجيركو و زوربران و بيكاسو، فلا عجب ان لم يشعر بالغربة في اسبانيا
رأى مراكب المهاجرين قادمة من الشمال، فصورها و هي محملة بالأحلام غارقة في بحر اليأس ضائعة في أوهام المستقبل . عاصر الثورة فتاقت نفسه لحرية وطنه المسلوب، و عانقت روحه أرواح الشهداء، و صورهم في ارض التيه مع الورود و الدم و السلاح.






أعمال معتوق أبوراوي، أعمال فنان قلق يجمع فيها بين النقائض، و يصور بانورما الإنسان بعين طائر مهاجر، و إذا كان حقا ان لكل امرئ من اسمه نصيب، فمن اسمه أخد هذا الفنان الصفتين، انعتق من القيود مبكرا و خاض رحلة اكتشاف الذات و البحث عن اللوحة بجراءة و إيمان كبيرين، و روى لنا عبر سيل لا ينقطع من الألوان قصته الذاتية مع فن التصوير.







 بقلم التشكيلي و الناقد الليبي اسامه النعاس
2014