jueves, 28 de septiembre de 2017

الفنان معتوق أبو راوي: جمال الفن العربي في الأندلس





لم يتردّد أستاذ الفنون البصرية الشاب “معتوق أبو راوي” في وجهته عندما خصّصت له كليّة الفنون الجميلة في طرابلس منحة للدراسة في الخارج في بداية عام 2000. كانت وجهته إسبانيا وبرّر ذلك بقوله: “لطالما أحببت الرسم الإسباني، ويُعدّ جويا وبيكاسو من بين مرجعيّاتي الكبرى“. واختار في البداية سالامنكا لينكبّ على تعلّم لغة سرفانتس لأنّ “اللغة القشتالية فيها نقيّة”، ومن ثمّ مرّ عبر كلية الفنون الجميلة في برشلونة وبعد ذلك إلى فالنسيا.
ولم يقتنع بالمدينتين فتركهما في غضون بضعة أشهر. وأخيرًا غادر إلى الأندلس بناءً على نصيحة أحد أصدقائه ويقول الرسّام: “بمجرّد أن رأيت غرناطة الّتي يسيطر عليها قصر الحمراء؛ وقعت في حبّها؛ إذ أيقظَتْ فِيّ هذه المدينة ذكرياتي في ليبيا ولا سيّما مزرعة والدي؛ لأنّ الكلاب والقطط تجول هنا بحريّة في الشوارع في حين يشغف الأندلسيون بالثيران“.
ولد معتوق أبو راوي في قرية ساحلية بالقرب من طرابلس، ويعيش منذ أكثر من عشر سنوات في العاصمة القديمة لآخر مملكة مغاربية في “إسبانيا” حيث تحصّل على دكتوراه في الفنون الجميلة في عام 2013. ويضع معتوق أبو راوي وقد طلى شعره الممشّط بعناية، بابتسامته الصريحة ونظراته المتألّقة محاوره في حالة ارتياح. وفي بداية العام 2015؛ خصّص له البيت العربي في مدريد معرضًا بعنوان “الجنوب والحلم”.



وقدّمت حوالي ثلاثين لوحة زيتية ومائية تطوّر عمله أكثر من عشر سنوات من افتتانه بالأندلس إلى الخراب الليبي مرورًا بمآسي الهجرة غير الشرعية؛ ففي أعماله في السنوات الأولى أي بين عامي 2005 و2010 الّتي حملت عنوان “أحلامي في غرناطة”؛ كانت ألوانها دافئة بخطوط خفيفة، وإيقاعات الغجر، والثيران المليئة بالحيوية. ويقول: “تأثّرت كثيرًا بمصارعة الثيران، وأجد شيئًا مني في الثور لأنّني أمضي قدمًا على الرغم من أشواك الحياة مثله تمامًا عندما يكافح قماش مصارع الثيران“.
وعرض معتوق أيضًا “الفوضى الأندلسية” على أكثر من مائة لوحة في بوينس آيرس، بدعوة من المركز الثقافي بورخيس في مايو 2014، وليست هذه الفوضى نفسها الّتي قرّبته من السواحل الإسبانية، بل أيضًا الزوارق الّتي تقل الرجال المنهكين هناك، ولرسم “تحيّة إلى المختفين: الفصل الأول” (2008-2010) انتقل الفنّان لمدّة خمس سنوات على الشواطئ القريبة من غرناطة، وأليكانتي، والجزيرة الخضراء، وجزر الكناري.


ولئن شارك في العديد من المعارض؛ ومن بينه: معرض أقيم في المعهد الثقافي الفرنسي في طرابلس؛ فإنّ المستقبل لا يمنحه إلّا وظيفة أستاذ؛ ولكنّه مستمرّ في الإنتاج وأقام معرضًا حتّى في كاراكاس في عام 1999 بدعوة من سفير فنزويلا في ليبيا. وقد بدأ في بيع لوحاته إلى المهتمّين بالفنّ وخاصّة الفرنسيين.



...............................................................

مجلة جون أفريك  الفرنسية –   ترجمة صحيفة التقرير